هل يترتب على هاذه الأنواع من النذر شيء؟
الجواب: إذا نذر نذر معصية أو نذر ما لا يستطيعه فإنه يكفره كفارة يمين؛ لقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( كفارة النذر كفارة اليمين ) ). وهاذا يشمل جميع أنواع النذر، لكن يبقى نذر الشرك سيأتينا البحث فيه في الباب القادم هل يكفره أو لا يكفره؟
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب من الشرك النذر لغير الله
وقول الله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} [1] . وقوله: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ} [2] .
وفي (الصحيح) عن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها-، أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه ) ).
[الشرح]
فهاذا الباب مناسبته لكتاب التوحيد ظاهرة، وهي: أن النذر عبادة كما دل عليه الكتاب والسنة، فصرف النذر لغير الله شرك أكبر ينافي التوحيد، هاذه مناسبة الباب لكتاب التوحيد. وأما مناسبته للباب الذي قبله: ففي الباب الذي قبله ذكر النذر في حديث (ثابت بن الضحاك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-في قصة الرجل الذي نذر أن ينحر إبلاً ببوانة) ، فذكر في هاذا حكم النذر، وأنه من الشرك أن ينذر لغير الله، والآن يذكر الشرك في العبادة نفسها، وهو الشرك الأكبر بصرفها لغير الله؛ لذلك قال: (من الشرك النذر لغير الله.)
واللام في قوله: (لغير الله) لام التعليل، أي: لأجل غير الله تعبدًا فإنه يكون قد وقع في الشرك. ويشمل هاذا إذا ما نذر لغير الله تعبداً صرفًا: كأن يتقرب للولي بالنذر، أو يتقرب للقبر بالنذر، ويشمل أيضًا ما إذا كان نذره لغير الله لسبب: إما دفع ضر، أو جلب نفع. مثاله: النذر للجن، فإذا نذر للجن ليدفعوا عنه شرّاً أو يجلبوا له نفعًا فإنه يكون قد وقع في الشرك الأكبر.
(1) سورة: الإنسان، الآية (07) .
(2) سورة: البقرة، الآية (270) .