الصفحة 185 من 952

بركة الذّوات كبركة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فإنه مبارك، ولذلك كان الصّحابة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- يتبرّكون به -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبآثاره الحسّية كعرقه وبصاقه وما أشبه ذلك من شعر وغيره مما جاءت به النصوص، المهم أن قوله رحمه الله: (ونحوه) لإخراج ما يجوز التبرّك به، سواء كانت البركة بركة ذات أو بركة منفعة، لكن المنفي هنا بركة الذّات لا بركة المنافع، المنفي هنا أو الذي هو من الشرك هو إثبات البركة الذاتية للأشجار والأحجار، وقد جاءت النّصوص بإثبات البركة في بعض أنواع الشّجر، وذلك في قوله -تعالى- في سورة النور: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} [1] . {مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ} فأثبت البركة لها، وكذلك يثبت الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- البركة لبعض الأماكن ولبعض الأزمان، ولكن هاذه البركة المثبتة ينبغي فيها أن يُتلقّى وجه التبرك من الشرع، وهاذا من الضوابط التي سنذكرها -إن شاء الله تعالى- فيما يجوز التبرك به.

المهم أن قوله رحمه الله: (من تبرك بشجر -أو: بشجرة- أو حجر ونحوهما) المراد: نفي ما كان عليه المشركون من طلب البركة من هاذه الأشياء، وهو التبرك بذواتها واعتقاد أنها تنفع أو أنها أسباب لحصول البركة، ولم يثبت ذلك شرعٌ يُعمل به ويعتمد عليه.

وذكر المؤلف -رحمه الله- في هاذا الباب آية وحديثًا:

(1) سورة: النور، الآية (35) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام