الصفحة 175 من 952

-فقالوا: إن هاذا من الاستشفاء بالقرآن؛ والاستشفاء بالقرآن يشمل كل نوع من أنواع طلب الشفاء منه ما لم يرد تحريمه.

وقد تقدم الجواب على هاذا بأن بيان طريق الاستشفاء إلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يبين هاذا الطريق هاذا واحد، وإن الصحابة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم- أنكروا على من استعمل هاذا الطريق فهتكوا التمائم وعمموا القول في المنع منها دون تمييز بين القرآن وغيره.

-دليلهم الثاني قول عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْها:"إن التميمة ما علق قبل البلاء لا بعده".

وهاذا في ثبوته عنها نظر. ومرادها أن التمائم المحظورة من الشرك هو ما يكون قبل نزول البلاء أما إذا نزل البلاء، فإنه لا مانع أن يستشكل الإنسان في التمائم التي من القرآن.

-الثالث مما استدلوا به ما ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- حيث كان يعلق على أولاده الصغار الذين لم يبلغوا ألواحا فيها كتابة دعاء الفزع إذا استيقظ من النوم.

والجواب من وجهين:

الأول: أن في ثبوت هاذا عن عبد الله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نظراً.

الثاني: لو ثبت فإنه لا يلزم من التعليق أنه أراد بذلك التميمة؛ لأنه لم تجر العادة بأن تعلق الألواح؛ لأجل الحرز والتتميم والحفظ، إنما يعلق معلقات صغيرة، وإنما مراده بتعليق الألواح أن يحفظوها، ولذلك في الأثر نفسه أنه كان يحفظها من بلغ من أولاده، ومن لم يبلغ علق لوحا في صدره قد كتب فيه ذلك، قال بعض الشّراح: وهاذا التعليق من أجل أن يحفظها لا لأجل أن يُحفظ بها.

وعلى كل حال الحديث لا يصح وهاذا يكفينا مؤونة الرد، عليه.

والراجح من هذين القولين: القول الأول، وأن التمائم لا تجوز مطلقاً لا من القرآن ولا من غير القرآن.

لكن هل من التمائم أن يكتب الإنسان شيئاً من القرآن على موضع من بدنه؟

بعضُ أهل العلم يرى أن هاذا من قبيل التميمة وعليه فإنه ممنوع.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام