الصفحة 172 من 952

قال: (وعن عبد الله بن عُكيم مرفوعا:(( من تعلق شيئاً وكِل إليه ) )) هاذا فيه أيضاً التحذير من تعلق القلب أو التعليق على البدن أو على الدابة أو على غير ذلك رغبةً في تحصيل النفع أو دفع الضُّر لقوله: (( من تعلق شيئاً وكِل إليه ) )أي جُعل أمره إليه؛ ومعنى جُعل أمره إليه أي أن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- يكفُّ عنه فضله ورحمته وإحسانه وعنايته، بخلاف من توكل على الله، فإن من توكل على الله فهو حسبه كما قال الله جل وعلا: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [1] أي كافية.

وقوله: (( شيئاً ) )نكرة في سياق الشرط فتعم كل شيء يتعلق به القلب أو يعلق على الأشياء لأجل دفع البلاء أو رفعه؛ وهاذا يشمل التمائم بجميع أنواعها والمعلقات مما له معنى ومما لا معنى له لعموم قوله: (( شيئاً ) ).

قال: (رواه أحمد والترمذي) .

ثم شرع المؤلف -رحمه الله- في بيان التمائم فقال: (التمائم شيء يعلق على الأولاد) وهاذا من المؤلف -رحمه الله- تعريفٌ للتمائم بالغالب، وإن كانت التمائم تعلق على الأولاد وعلى غير الأولاد؛ لكن هاذا التعريف بالمثال أو بالصورة أو بالغالب، وهاذا يجري في كلام أهل العلم كثيراً، ومنه قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( أخوف ما أخاف عليكم الشِّرك الأصغر ) )فسئل عنه فقال: (( الرياء ) )فعرّف الشرك الأصغر ببعض صوره، وهاذا جارٍ في كلام العلماء التعريف بالصورة أو بالمثال أو بما يغلب.

(1) سورة: الطلاق، الآية (03) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام