وأما الخوف ففي قوله: {وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} . هاذه الآية الأولى.
الآية الثانية فسر المؤلف -رحمه الله- التوحيد فيها بما هو مشهور ومعروف، وهو أن التوحيد لا تثبت قدمه إلا بنفي وإثبات، فقد قال: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلا الَّذِي فَطَرَنِي} [1] وهاذه الآية في خبر قول إبراهيم -عليه السلام- لأبيه وقومه. قوله: {وَإِذْ} أي: اذكر قول إبراهيم لأبيه وقومه: {إِنَّنِي بَرَاءٌ} أي متبرئ {مِمَّا تَعْبُدُونَ} من الذي تعبدون، فـ {مَا} هنا موصولة بمعنى الذي، فتبرأ -عليه السلام- مما يعبد هؤلاء، وبراءته من عبادة هؤلاء هي براءة من الأعيان المعبودة من دون الله، ومن الأفعال التي يعبد بها هؤلاء، فالبراءة تكون من أمرين: من الفعل ومن المعبود نفسه، ليست فقط البراءة من أحد هذين. وماذا كان يعبد قوم إبراهيم؟ كانوا يعبدون الكواكب وما يقيمون من التماثيل التي ترمز لهاذه الكواكب، فيعبدون آلهة أرضية وآلهة آفاقية أي سماوية من النجوم والكواكب. هل كانوا يعبدون الله مع ذلك؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
(1) سورة: الزخرف الآيات (26 - 27) .