فهرس الكتاب
الصفحة 7 من 64

منهج التحقيق والتعريف بالنسخة

رغم ما بذلناه من مساع حثيثة للحصول علي كثر من نسخة لهذا الكتاب الا أننا لم نوفق في الوقوف الا علي نسخة واحدة وحيدة، محفوظة في خزانة مكتبة آية الله العظمى البروجردي قدس الله نفسه الزكية تحت الرقم 1917، وهي من القطع المتوسط، مكتوبة بخط جيد، وتقع في 155 صفحة، كتب في أعلي الصفحة الاولى منها ما لفظه: (اللهم وفقت لاتمامه) . كتاب ملاحم الفتن (جزو كتابخانه حقير فقير) ، وكتبه بتاريخ شهر صفر سنة 1271 ه.

وبعدها أثر ختمين؛ الأول غير مقروء، والآخر خاص بالمكتبة.

وفي آخر الصفحة الأخيرة مكتوب ما لفظه:

نمقه حاجي محمد شوشتري في تاريخ شونزدهم - يعني السادس عشر- شهر رمضان المبارك سنة 1270 ه.

فاعتمدنا هذه النسخة، وكانت هي الأساس لعملنا، فقمنا بكتابتها ومعارضتها بعد ذلك مع الأصل.

ولأن الكتاب هو أصل قديم، ويتمتع بخاصية الاستقلالية في مروياته حيث أنه لم يأخذ أو ينقل من كتب ومصادر اخري، بل ان العكس هو الصحيح، فقد قمنا بتخريج أحاديثه من الكتب التي نقلت منه، أو اتحدنا رواياته مع الاصول الاخرى المتقدمة عليه زمنيا أو مقاربة له، وقمنا بمعارضتها، وغرضنا من ذلك هو اثبات نص سليم، سيما وأن بعض نصوصه لا تخلو من سقط أو تصحيف، ناهيك عما في ذلك من تقوية لبعض الأخبار وتوثيق لها، اذ أن تعدد ألفاظ الحديث، وتباين طرقه، واختلاف رواته دليل علي اعتباره.

ولابد من الاشارة هنا الى أن عددا من أحاديث الكتاب قد انفرد ابن المنادي بروايتها من حيث لفظها أو معناها، كما أن بعضها مخالف للأحداث أو التاريخ أو العقيدة، تركنا بعضها علي حالها لعدم توفر دليل قاطع علي تفنيدها أو الأخذ بها كما في بعض الامور التاريخية، وعلقنا ببعض البيانات علي ما يخص عقيدتنا المباركة كما ستري مثلا في الباب الخاص بالخلفاء الكائنين بعد الحسني، أو في اسم المهدي واسم أبيه عليهما السلام.

ولأن ابن المنادي توخي ذكر طريق روايته لكل حديث رواه، فالكتاب كما ستري - أخي القارئ - يطفح بالأسانيد، ويعج بأسماء الرواة، وقد نال التصحيف والسقط العديد منها، ولهذا فقد انصبت جهودنا علي ضرورة تصحيحها معتمدين في ذلك علي ما تيسر بين أيدينا من امهات كتب الرجال المعروفة، وكان - والحق يقال - أمر لا يخلو من تعب وصعوبة، فعرفنا رواته، وترجمنا لرجاله ما كان الى ذلك من سبيل مع تكيد علي مشايخ المصنف الذين اعتمدهم في رواية هذا الكتاب.

وأما نصوص الأحاديث فقد كان سعينا دؤوبا لاثبات نص سليم غير مضطرب، ولأن النسخة المعتمدة كانت واحدة، وبعض الأخبار انفرد بها ابن المنادي كما تقدم ذكره، فقد ألجأنا ذلك الى الاستعانة بما في الاصول الاخرى من اخبار مشابهة أو تؤدي معناها لاضافة كلمة أو كلمتين في المتن بين ( ) أو بيان مؤداها في الهامش.

وقمنا بتخريج كل الآيات القرآنية الشريفة، وأما بالنسبة للأحاديث فقد ذكرنا في هامش معظمها أسماء الكتب التي نقلت الحديث من كتابنا هذا، أو أسماء المصادر التي ذكرت مثل الحديث أو نحوه.

وقد أشفعنا كتابنا هذا بعدد من الفهارس الفنية لما لها من أثر فاعل في تمكين القارئ أو الباحث أو المحقق من الوصول الى بغيته بسهولة ويسر.

وعلي العموم فقد أقمنا النصوص، وفسرنا غامضها، وأوضحنا غريبها، وترجمنا لرواتها، وشرحنا لأعلامها الجغرافية علي أمل أن يكون الكتاب بالمستوي المطلوب ليحتل مكانا مرموقا في مكتبتنا الاسلامية الزاهرة.

وأخيرا وليس آخرا، فاننا ما زلنا ساعين للحصول علي نسخة اخرى للكتاب، وقد وعدنا الأصدقاء في ذلك خيرا، علي أمل تحقيقه ونشره ثانية، ثم اننا وبدون أدني ريب ننتظر من السادة العلماء، والمحققين، والباحثين الأفاضل بما نستفيد منه من وجهات نظرهم لرفد هذا الكتاب بها عند طبعه ثانية ان شاء الله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام