فهرس الكتاب
الصفحة 8 من 117

قال القرطبي رحمه الله: (الشرعة والشريعة: الطريقة الظاهرة التي يتوصل بها إلى لنجاة، والشريعة في اللغة: الطريق الذي يتوصل منه إلى الماء، والشريعة: ما شرع الله لعباده من الدين، وقد شرع لهم يشرع شرعا أي سن) [تفسير القرطبي: 6/ 211] ..

وتطلق على نهج الطريق الواضح .. وكذلك الشأن في الطريق المستقيمة التي تهدي الناس إلى الخير، واستعير ذلك للطريق الإلهية .. (فشريعة الله هي المنهج الحق المستقيم الذي يصون الإنسانية من الزيغ والانحراف، ويجنبها مزالق الشر، ونوازع الهوى، وهي المورد العذب الذي يشفي غلتها، ويحيي نفوسها، وترتوي به عقولها، ولهذا كانت الغاية من تشريع الله استقامة الإنسان على الجادة؛ لينال عز الدنيا وسعادة الآخرة) [تاريخ التشريع الإسلامي لمناع القطان] .

الشريعة اصطلاحا: قال محمود شلتوت رحمه الله: (الشريعة اسم للنظم والأحكام التي شرعها الله، أو شرع أصولها وكلف المسلمين إياها ليأخذوا أنفسهم بها في علاقاتهم بالله وعلاقتهم بالناس، وأنها على كثرتها ترجع إلى ناحيتين: العبادات والمعاملات) [الإسلام عقيدة وشريعة] .

فهي ما شرعه الله تعالى لعباده من العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات ونظم الحياة لتحقيق سعادتهم في الدنيا والآخرة.

والشريعة التي نقصدها خاصة بما جاء به الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -، والله تعالى هو المشرع وأحكامه هي التي تسمى شرعا. ويمكن إجمال الأحكام الواردة بالقرآن والسنة في الأبواب الآتية:

1 ـ الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وما يتبع ذلك من الإيمان بالغيب والبعث والحشر والحساب والجزاء، والجنة والنار، ويسمى هذا بـ"العقائد".

2 ـ الأحكام المتعلقة بصلة العبد بربه في عبادته لله وحده، وتشمل: الصلاة والزكاة، والصوم والحج، وما يتعلق بها من شروط وأركان وواجبات، ومندوبات وتسمى"العبادات".

3 ـ الأحكام المتعلقة بنظام الأسرة وحياة البيت، وتتناول: النكاح، والصداق، والخلع، والطلاق، وحقوق الحياة الزوجية، والرضاع، والنفقات، والمواريث، ولواحق هذا كله، ويسميها الناس اليوم: الأحوال الشخصية.

4 ـ الأحكام المتعلقة بتعامل الناس بعضهم مع بعض، ومعاوضاتهم المالية، كالبيع، والربا، والسلم، والقرض، والرهن، والكفالة، والوكالة، والشركة، والمزرعة، والإجارة، والغصب، والشفعة، ومبادئ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام