فهرس الكتاب
الصفحة 76 من 256

والفرقة الخامسة من الطاعنين في المعجزات: الذين قالوا: هب أن المعجزات (تدل) على صدق المدعي إلا أنا ما شاهدنا ظهور تلك المعجزات وإنما الغاية القصوى أن الناس أخبروا أنها وقعت في الأزمنة الماضية إلا أن الخبر لا يفيد العلم اليقيني. إنما القدر الممكن فيه: حصول الظن. لأن هذه المسألة: مسألة يقينية فبناء إثباتها على الطريق الذي لا يفيد إلا الظن: يكون باطلا فاسدا.

فهذه الفرق الخمس هم الذين يطعنون في النبوات بواسطة الطعن في المعجزات.

وأما الفرقة الخامسة من الطاعنين في النبوات: الذين قالوا: أنه نقل عنهم أحوال لا يليق بالمحققين الاشتغال بها وذلك يوجب الطعن (في كونهم) رسلا من عند الله تعالى.

والفرقة السادسة: الذين قالوا: لو أراد الله تعالى إرسال الرسل لكان يجب أن يكون رسولا من الملائكة وأن يظهر عليه معجزات ظاهرة متوالية. وهذا القول حكاه الله تعالى في القرآن مرار متوالية كثيرة.

فهذا هو الإشارة إلى ضبط فرق المنكرين للنبوات. أما الكلام في أن إله العالم فاعل مختار، موجب بالذات. فقد سبق على الاستقصاء. فلا فائدة في الإعادة.

وأما سائر المذاهب فإنا نعقد في كل واحد منها فصلا منفردا والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام