فهرس الكتاب
الصفحة 201 من 256

الفصل السابع في حكاية قول الفلاسفة في السبب الذي لأجله يقدر الأنبياء والأولياء على الاتيان بالمعجزات والكرامات

حاصل كلامهم فيه: أنا بينا في كتاب النفس أن القوة الوهمية التي للإنسان قد تكون قادرة على التأثير في الأجسام. وكرنا الوجوه الكثيرة التي تقرير هذا الباب.

وعند هذا قالوا: لا يمتنع ووجود إنسان تكون نفسه كاملة في هذه القوة فلا جرم يقدر على التصرف في هيولي هذا العالم كيف شاء وأراد. ومما يقوي ذلك: أن النفوس الضعيفة إذا اجتمعت فقد يحصل لها نوع من القوة المؤثرة مقل الجمع العظيم إذا اجمعوا على توجيه الفكر إلى شيء من عين، ومثل ما يشاهد في صلاة الاستسقاء وغيرها. وإذا كان هذا محسوسا لم يمتنع مون النفس القوية قاردة على إتيان بهذه الغرائب والبدائع.

واعلم أ حاصل هذا الكلام ان تلك النفس موصوفة بخاصية لأجلها قدرت على إتيان بهذه المعجزات والكرامات وكما أن هذا محتمل فكذلك سائر الوجوه محتملة. كثل إسناد هذه الأحوال إلى الملائكة أو الجن أو الاتصالات الفلكية أو أفعال الكواكب التي هي أحياء ناطقة أو العقول والنفوس وإذا كان الكل محتملا كان جزمهم بإسناد هذه المعجزات إلى النفسانية فقط ترجيحا من غير مرجح.

وهذا آخر الكلام في هذا الباب ويلوه الكلام في السحر ليحصل الفرق بين المعجزة والسحر والنبي والساحر والله أعلم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام