فهرس الكتاب
الصفحة 123 من 256

ستة وثلاثين ألف سنة مرة واحدة. فلعل هذا الحادث الذي حدث إنما حدث لأنه تكرير عادة متطاولة متباعدة.

الاحتمال الثالث: لعله إنما حدث معجزة لنبي آخر أو كرامة لولي آخر في طرف آخر من أطراف العالم. فانفق كلام هذا الكاذب ودعواه في ذلك الوقت. فحدث هذا المعجز على وفق دعواه لهذا السبب.

الاحتمال الرابع: قد ثبت أنه تعالى قد يقوي الشبهة في بعض المواضع حتى أن المكلف إذا احترز عن ذلك الشبهة القوية بالكد العظيم والعناد الشديد استوجب الثناء العظيم. فههنا إذا خلق الله تعالى هذا المعجز عقب له في دعواه. لكن العاقل لما علم أن ذلك - وإن كان موهما - لكنه موجب التصديق لاحتمال أنه تعالى إنما أحدث ذلك المعجز عقيب دعواه تشديدا على المكلف وتقوية للشبهة عليه. فإذا عرف هذا الاحتمال ولم يحمله على التصديق استحق به مزيد الثواب حيث احترز عن هذه الشبهة القوية. فيكون المقصود من إظهار المعجز ذلك. ألا ترى أن الله تعالى أنزل المتشابهات الكثيرة في كتابه ولا مقصود منها سوى ما ذكرناه فكذا ههنا.

الاحتمال الخامس: لعل هذا النبي كان قد علم. أما بواسطة علم النجوم أو بواسطة علم الرمل أو بواسطة تعبير الرؤيا أن الحادث

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام