جُعِل هذا شرطا للإيمان بالله واليوم الآخر:"فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا"إذن شرط الإيمان بالله واليوم الآخر هو رد التنازع في أي شيء إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا قال تعالى:"ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا".
فدعوى الإيمان هي زعم، أما حقيقتهم فليسوا بمؤمنين، ولهذا قال:"وما أولئك بالمؤمنين"، وقال:"من الذين قالوا ءامنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم"في آخر الآيات التي سنعرض لها إن شاء الله بالتفصيل في سورة المائدة في آيات التحاكم.
يقول رحمه الله: (ثم قال جل شأنه: {ذلك خيرٌ} فشيء يُطلقِ اللهُ عليه أنه خير، لا يتطرّق إليه شرّ أبدا، بل هو خيرٌ محضٌ عاجلا وآجلاً. ثم قال:"ذلك خير وأحسن تأويلاً"أي: عاقبةً في الدنيا والآخرة)
رد الأمر إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم"ذلك خير وأحسن تأويلا"أي أحسن عاقبة في دار الدنيا وفي دار الآخرة، في الحاضر والمستقبل، في كل أمر من الأمور، وفي كل زمن وفي كل عصر وفي كل مصر هو خير وأحسن تأويلا، مهما قال أعداء الله تبارك وتعالى أو أرجفوا.
فقال: (فيفيد أنّ الردَّ إلى غير الرسول صلى الله عليه وسلم، عند التنازع شرٌّ محضٌ، وأسوأ عاقبة في الدنيا والآخرة)