وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نصًّا أو ظاهرًا أو استنباطًا أو غير ذلك، عَلِمَ ذلك مَن علمه وجَهِلَه مَن جهله)
حكم الله لا يتغير، والله تبارك وتعالى قد أتمه"وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا". فقد أتم الله الكتاب صدقا في الأخبار، وعدلا في الأحكام، وأنزله مفصلا وجعله تبيانا لكل شيء، فهو شامل، والحكم الذي فيه حكم معين ومحدد، لا يختلف باختلاف الأزمان وتغير الأحوال والبيئات أبدا.
وما من قضية ولا كائنة ولا واقعة تقع إلا وحكمها في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إما (نصا) : بآية تدل عليها أو حديث، كما جاء في الآيات؛ كآيات الدين وآيات الربا، وكالأحكام المعروفة؛ كالصيام والزكاة وما أشبه ذلك. وكذلك في السنة كما هو معلوم.
(أو ظاهرا) : بأن تدل عليها النصوص دلالة ظاهرة، وتكون الدلالة على غيرها أرجح، لأن النص هو ما لا يحتمل إلا وجها واحدا، وأما الظاهر فيحتمل وجها آخر؛ ولذلك يختلف العلماء وتتنوع اجتهاداتهم.
(أو استنباطا) : فإن الله قد جعل هذا الكتاب العظيم مجالا لأولي الألباب، لأولي النهى، لقوم يعقلون، لقوم يتفكرون؛ أي يتفكرون ويستنبطون ويستخرجون من هذا الذكر الحكيم والقرآن العظيم ما يقيمون به حياتهم، فيتحاكمون إليه، وأكثرهم فقها من وفقه الله سبحانه وتعالى فكان أكثر استنباطا وأكثر فقها وأكثر تدبرا، فإنه يستنبط ويعلم مالا يعلمه الآخر ولكل أجره ونصيبه.