فهرس الكتاب
الصفحة 30 من 77

أنزل الله إنما كان واجبا في زمن كانت الإنسانية فيه بدائية، والحياة بدائية، والأحوال أقرب إلى البساطة، أما الآن فعصر الحضارة والتعقيد والتطور .. إلخ. يقولون ذلك إما بلسان الحال وإما بلسان المقال، وهذا كفر مخرج من الملة وهذا هو النوع الأول.

وعندما ذكر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله نواقض الإسلام العشرة جعل هذا منها. فالذين لا يحكمون بما أنزل أو لا يعتقدون وجوب الحكم بما أنزل الله أو لا يعتقدون صلاحية الإسلام لهذا العصر فهؤلاء ليسوا من المسلمين أصلا.

(الثاني: أنْ لا يجحد الحاكم بغير ما أنزل الله كونَ حُكم اللهِ ورسولِهِ حقًّا. لكن اعتقد أنّ حُكم غير الرسول صلى الله عليه وسلم أحسنُ من حُكمه، وأتمّ وأشمل .. لما يحتاجه الناسُ من الحُكم بينهم عند التنازع)

فالفرق بين النوع الأول والثاني أن الأول يقول: إن الحكم بما أنزل الله لا يصلح أصلا، أما الثاني فيقول: نعم، الحكم بما أنزل الله حق وخير لكن حكم غيره أفضل، فهذا أيضا واضح الكفر نسأل الله العافية.

وهذا المعنى يقع في كثير من الكتابات أو التعبيرات، يأتي بعض الناس ويتكلم في التربية أو في القانون أو في النظام الاجتماعي، فيبين كيف كان الحال عند الرومان ثم عند اليونان ثم في الإسلام، ويبين أن الإسلام جاء بتوجيهات في ذلك، ويذكر بعض الأحاديث، ثم يذكر النظريات الحديثة ويتوسع فيها ويبين فضلها ومزاياها. فهذا يتضح من حاله أنه يرى أن هذه النظريات أفضل مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وإن لم ينطق، لكن عرضه وسياقه للموضوع يشعر ويوحي بذلك. نسأل الله السلامة والعافية.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام