وأما توحيد الربوبية: فإن توحيد الربوبية يذكر لا لأجل تقريره- فإنه مما استقر في الفطر- إنما يذكر لأجل الاستدلال به على توحيد الإلهية، وكذلك الأسماء والصفات تذكر لتقرير الإلهية، فمن تمام الإيمان بالأسماء والصفات وما ذكره الله عن نفسه من جميل الأفعال يلزم منه إثبات أنه لا إلاه غيره -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-. فتصريح المؤلف بالشهادة هنا لبيان أن الرسل إنما دعت إلى هاذا، وأنه أول ما يدعى إليه، وأنه الأصل الذي يجب أن يشتغل به من يدعو إلى الله عز وجل.