لو قلنا لهم: أين دليلكم؟ يقولون: دليلنا التتبع. نقول: أنتم تتبعتم في هاذا الأمر وتوصلتم إلى هاذه النتيجة، ونحن تتبعنا نصوص التوحيد وتوصلنا إلى هاذه النتيجة، ولا خلاف بيننا وبين من يوافق في مضمون ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة. ثم إنه في الواقع قد ورد هاذا التقسيم في كلام المتقدمين من أهل العلم، فليس أول من ذكره شيخ الإسلام - رحمه الله - بل ذكره غيره ممن سبقه، فليس هو ببدعة محدثة تشددون فيها، لكن أنتم عرفتم سبب إنكارهم.
دليل توحيد الإلهية ما سيذكره المؤلف - رحمه الله -، ودليل توحيد الأسماء والصفات الآيات التي لا حصر لها التي فيها إثبات الأسماء والصفات لله عز وجل، ولو لم يكن من ذلك إلا قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [1] لكان كافيًا في إثبات الأسماء والصفات؛ لأنّ أسماء الله تتضمن صفاته، والدليل الخاص في الصفات قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى} [2] ، {وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى} [3] .
إذاً عرفنا الأدلة على النوعين، بقي توحيد الربوبية ما دليله؟
توحيد الربوبية أدلته كثيرة، ولكن هناك آية جمعت أركان هاذا التوحيد وهي آية سورة يونس: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} [4] الآية.
(1) سورة: الأعراف، الآية (180) .
(2) سورة: النحل، الآية (60) .
(3) سورة: الروم، الآية (27) .
(4) سورة: يونس، الآية (31) .