الصفحة 8 من 952

الجواب: من أسهل ما يكون أن يقال لهم: هاذا التقسيم استفدناه من استقراء الأدلة من الكتاب والسنة، فدليله الاستقراء، والاستقراء هو التّتبع، أي: إن أهل العلم تتّبعوا ما ورد من الآيات والأحاديث التي تتكلّم عن التوحيد فصنّفوها إلى ثلاثة أصناف، وقسموها إلى ثلاثة أقسام: قسم يتعلق بتوحيد الإلهية، قسم بالربوبية، قسم بالأسماء والصفات. ونحن نقول: لا مشاحة في الاصطلاح إن أبيتم هاذا التقسيم، أهم من إثبات هاذا التقسيم الإقرار بمضمونه، وهنا يُسقط في أيديهم؛ لأن المخاصمين الذين شنعوا على المقسمين وقالوا: إن هاذا التقسيم بدعة أحدثها شيخ الإسلام ابن تيمية وتبعه عليها محمد بن عبد الوهاب، نقول لهم: دعكم من هاذا التقسيم إذا كنتم تأبون، لنتكلم عن مضمونه، هل تقرون بمضمونه؟ إن أقروا بمضمونه فلا خلاف، فيكون الخلاف لفظيّاً لا حقيقيّاً، لكن هم في الحقيقة ينكرونه؛ لأن شيخ الإسلام -رحمه الله- بيَّن وقرَّر تقريرًا واضحًا أن الإقرار بتوحيد الربوبية لا يفيد الإنسان الدخول في الإسلام؛ لأنّ المشركين كانوا يقرّون بتوحيد الربوبية، وكثير ممن ينكر هاذا التقسيم عندهم أن معنى لا إلاه إلا الله: لا خالق إلا الله، لا قادر على الاختراع، لا صانع إلا الله. فإذا قلت: إن هاذا الذي تقولونه أمر قاصر عما جاء به النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فإنّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أتى محتجًّا بتوحيد الرّبوبية على إثبات توحيد الإلهية، وهو إفراد الله بالعبادة، وهاذا هو السر في تشنيعهم على هاذا التقسيم. وإلا لو نظرنا في كلام أهل العلم لوجدنا أنهم أحدثوا من التقسيمات التي تسهِّل العلم على طلابه شيئًا كثيرًا لم يكن على عهد السلف الصالح، الآن أين الدليل في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على أن الصلاة فيها أركان وشروط وواجبات ومستحبات ومكروهات؟ أين هاذا؟ ليس موجوداً.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام