الصفحة 878 من 952

وأخذ بعض العلماء من هاذا أن التصوير من أشد الأعمال جُرمًا، سواءٌ كان التصوير لما يُعبد من دون الله، أو التصوير لما لا يُعبد من دون الله؛ لقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( أشد الناس عذابًا يوم القيامة ) ). واستشكل جماعة من العلماء كيف يصفه بأنه أشد الناس عذابًا مع أن المشرك أشد منه عذابًا؟

فأجاب القرطبي وغيره: بأن أشد الناس عذابًا في هاذا الجنس من الذنوب، لا في مطلق ما يكون من المعاصي والسيئات، كما مَرَّ معنا في قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [1] . وأن الأَظْلَمِيَّة باعتبار اسم الجنس، أي: في المانعين.

قال رحمه الله: (( أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله ) ).

ثم قال: (ولهما عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول:(( كل مصور في النار، يُجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم ) ).)

(1) سورة: البقرة، الآية (114) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام