وأخذ بعض العلماء من هاذا أن التصوير من أشد الأعمال جُرمًا، سواءٌ كان التصوير لما يُعبد من دون الله، أو التصوير لما لا يُعبد من دون الله؛ لقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( أشد الناس عذابًا يوم القيامة ) ). واستشكل جماعة من العلماء كيف يصفه بأنه أشد الناس عذابًا مع أن المشرك أشد منه عذابًا؟
فأجاب القرطبي وغيره: بأن أشد الناس عذابًا في هاذا الجنس من الذنوب، لا في مطلق ما يكون من المعاصي والسيئات، كما مَرَّ معنا في قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [1] . وأن الأَظْلَمِيَّة باعتبار اسم الجنس، أي: في المانعين.
قال رحمه الله: (( أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله ) ).
ثم قال: (ولهما عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول:(( كل مصور في النار، يُجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم ) ).)
(1) سورة: البقرة، الآية (114) .