الجواب: إن كان شركًا أكبر فنعم يكون دخولاً أبديّاً، وهو الظاهر أن المراد بهاذا الحديث الشرك الأكبر؛ لقوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (72) } [1] والنار هي الدار التي أعدها الله -عز وجل- لعباده المعاندين، ودخولها بالنسبة لأهل الشرك دخول أبدي كما تقدم في الآية؛ لأنّ الله حرم عليهم الجنة.
ومناسبة هاذا الحديث للباب ظاهرة: فإن الشرك إذا كان هاذا مآل صاحبه فإنه يوجب الحذر والخوف واليقظة والتنبه من أن يكون الإنسان فيه الشرك الذي يسبب حرمان الجنة والخلود في النار، ثم قال: (رواه البخاري.)
(ولمسلم عن جابر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:(( من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار ) ).)
أيضًا هاذا الحديث فيه ما في الحديث المتقدم من التحذير والتخويف من الوقوع في الشرك دقيقه وجليله؛ لأنه من لقي الله يشرك به شيئًا فإنه موعود بدخول النار، فإنْ كان شركه أكبر فدخوله أبدي، وإن كان شركه أصغر فيدخل إلى أن يمحَّص ويخلص من أوضار الشرك ولوثاته ثم بعد ذلك ينقل إلى الجنة. وأما قوله: (( من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة ) ). فهاذا في حق من حقق التوحيد وسلم من الشرك دقيقه وجليله.
وهاذا الحديث فيه المناسبة التي في الحديث السابق من وجوب الخوف والحذر من الشِّرك؛ لأن قليل الشرك وكثيره واحد في كون صاحبه متوعَّدًا بدخول النار، نعوذ بالله من الخسران.
ثم ذكر المؤلف -رحمه الله- مسائل فقال:
[المتن]
فيه مسائل:
الأولى: الخوف من الشرك.
الثانية: أن الرياء من الشرك.
[الشرح]
(1) سورة: المائدة الآية (72) .