الآية الثانية هي من قول إبراهيم -عليه السلام- في قوله: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ} [1] فسأل إبراهيم الله أن يجنبه عبادة الأصنام. {وَاجُنْبِنِي} أي: باعد بيني وبين عبادة الأصنام، وذلك بأن تكون عبادة الأصنام في جانب وأنا في جانب. {وَبَنِيَّ} قيل في المراد بهم قولان: الأول: أنهم بنوه لصلبه، وهم إسماعيل وإسحاق، وقيل: هم ذريته. وعلى القول الثاني هل يكون قد أجاب الله دعاء إبراهيم؟ لا؛ لأن قريشاً من ذريته وقد وقعوا في الشرك، والظاهر في قوله: {وَبَنِيَّ} أنهم بنوه لصلبه، أو بنوه الذين أدركهم، سواء المباشرون أو من تفرعوا عنهم.
ثم قال: {أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} ويشمل هاذا العبادة بأنواعها، وذلك بصرف أي نوع من أنواع العبادة، والأصنام جمع صنم، والصنم قيل: هو الجثة -من شجر أو حجر أو خشب أو غير ذلك- التي تُعبد من دون الله. وقيل: إنه كل ما عبد من دون الله. وقيل: هو ما صرف عن الله. وكل هاذه المعاني متقاربة، لكن أشملها أن يقال: الصنم كل ما عُبد من دون الله، لكن في الغالب أن يطلق ذلك على ما كان له هيئة وصورة من حجر أو شجر أو غير ذلك. والله تعالى أعلم.
ثم قال المؤلف (في الحديث:(( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) ). فسئل عنه فقال: (( الرياء ) ).)
(1) سورة: إبراهيم، الآيات (35 - 36) .