الصفحة 790 من 952

يقول: (( كأني أعرفك، ألم تكن أبرص يَقذرُك الناس، فقيراً، فأعطاك الله -عز وجل- المال؟ فقال: إنما ورثتُ هاذا المال كابراً عن كابر ) ). فجحد نعمة الله عليه، وكَذَب حيث قال: (( إنما ورثت ) )أي: حَصَّلتُ (( هاذا المال كابرًا عن كابر ) ). يعني: ليس هاذا المال من الإنعام الحاضر، بل هو من الإنعام السابق على آبائي المتقدمين.

ومثل هاذا هل يوجب الشكر، أو يُوجب الكفر؟

الجواب: أنَّ مثل هاذا في الحقيقة يُوجب الشكر؛ لأن من كان الإنعام سابقًا على آبائه فإنَّه من نعمة الله عليه أن يكون الإنعام ليس مقتصرًا عليه هو، بل عليه وعلى آبائه، فاحتج بحجة باطلة في رد نعمة الله الحاضرة.

(( إنما ورثت هاذا المال كابرًا عن كابر. فقال: إن كنتَ كاذباً فصيّرك الله إلى ما كنت ) ). (( فصيرك الله ) )أي: ردك وجعلك تصير (( إلى ما كنت ) )أي إلى حالك التي كنت عليها من سوء المنظر، وقَذَرِ الناس، وقلَّة ذات اليد.

(( قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهاذا ) )أي في السؤال والطلب، (( وردَّ عليه ) )أي الأقرع (( مثل ما ردَّ عليه هاذا ) )أي مثل ما رد عليه الأبرص (( فقال: إن كنت كاذباً ) )في دعواك (( فصيّرك الله إلى ما كنت ) )يعني: من سوء الحال وقلة ذات اليد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام