لقوله -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-: (( رأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد ) ). وهاذا من أعجب ما يكون! أن يأتي نبي ليس معه أحد، وهاذا مصداق قول الله جل وعلا: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ} [1] وقوله: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) } [2] وغير ذلك من الآيات التي تدل على قلة الاهتداء في بني آدم.
[المتن]
الرابعة عشرة: أن من لم يجبه أحد يأتي وحده.
[الشرح]
وهاذا ظاهر في قوله: (( والنبي وليس معه أحد ) )، وهاذا لا ينقص منزلته ولا يقدح في مكانته، ولا يقلل من أجره؛ لأن المطلوب من العبد أن يدعو إلى الله عز وجل، وأن يبين الحق، أما الاستجابة ليست إليه، إنما إلى الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يمن بها على من يشاء، فلا تثريب على الإنسان إذا لم يجب أحد دعوته، فلا يكترث المؤمن بكثرة أو قلة من يجيبه بل يكترث بصحة ما يدعو إليه، فإذا كان الإنسان في دعوته وتبليغه على حق لا يضره ألا يجيبه أحد إلى ما هو عليه.
[المتن]
الخامسة عشرة: ثمرة هاذا العلم، وهو عدم الاغترار بالكثرة، وعدم الزهد في القلة.
[الشرح]
(1) سورة: الأنعام، الآية (116) .
(2) سورة: سبإ، الآية (13) .