ثم بهاذا يكون المؤلف قد انتهى مما في هاذا الباب من آثار أو من نصوص، فذكر أولاً آية: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا} ، ثم ذكر قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} . ثم ذكر حديث حصين بن عبد الرحمن. ومناسبة حديث حصين بن عبد الرحمن للباب واضحة: حيث قال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيان الذين (( يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ) ): (( هم الذين لايسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون ) ). وهاذه أوصاف تدور على تحقيق التوحيد وتكميله، وألا يكون في قلب العبد شيء غير الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
[المتن]
فيه مسائل:
الأولى: معرفة مراتب الناس في التوحيد.
[الشرح]
هاذه المسألة أنّ الناس في التوحيد متفاوتون، وليسوا على درجة واحدة: فمنهم من يأتي بأقله، ومنهم من يأتي بغايته، وذلك بتحقيق التوحيد وتكميله وتخليصه من الشوائب والأدران، فالناس في التوحيد على مراتب وليسوا في درجة واحدة، بل هم متفاضلون في التوحيد كما أنهم متفاضلون في الإيمان.
[المتن]
الثانية: ما معنى تحقيقه؟
[الشرح]
تحقيق التوحيد هو تكميله، لئلا يبقى في قلب العبد شيء غير الله تعالى؛ لأن التحقيق هو التثبيت، ولا يكون كذلك إلا إذا كان قلبه خالصًا له؛ محبة وخوفا ورجاء وخشة وإنابة .. جميع أعمال القلوب، ويكون مواليًا لربه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، قريبًا منه مسارعًا إلى محابه، مبتعدًا عن كل ما يغضبه.
[المتن]
الثالثة: ثناؤه سبحانه على إبراهيم بكونه لم يكن من المشركين.
[الشرح]
فعلم بذلك أنه لا يحصل تحقيق التوحيد إلا بالبراءة من الشرك.
[المتن]
الرابعة: ثناؤه على سادات الأولياء بسلامتهم من الشرك.
[الشرح]
وذلك في الآية {وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} [1]
[المتن]
الخامسة: كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد.
[الشرح]
(1) سورة: المؤمنون، الآية (59) .