الصفحة 728 من 952

يقول رحمه الله: (عن قُتَيلَة) قُتَيلَة: امرأة من جهينة، وهي إحدى الصحابيات، قُتَيلَة بنت صفي -رَضِيَ اللهُ عَنْها-، قالت: (أن يهوديّاً أتى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) . ولم يبين في هاذا الحديث من هو اليهودي، وفي بعض الروايات أنه حَبْرٌ من أحبار اليهود، أي: عالم من علمائهم، أتى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال: (إنكم تشركون) . وهاذه جراءة، وإنما كان منه ذلك لِعِلْمِه أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقبل الحق ممن جاء به، ولذلك تجرأ بوصف ما يقع من المسلمين بالشرك، فقال: (إنكم تشركون) . وهاذا إجمال، ثم بَيَّن فقال: (تقولون: ما شاء الله وشئت) . أي: في مخاطبتكم بعضكم بعضاً، أو في مخاطبة أصحابك لك، فيقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، أو أنهم رضي الله عنهم كانوا يقولون هاذا للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. (وتقولون: والكعبة) . أي: في الحلف واليمين، (فأمرهم النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا:(( ورب الكعبة ) )، وأن يقولوا: (( ما شاء الله ثم شئت ) )).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام