الصفحة 72 من 952

قال: (فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم) هاذا القول للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طلب عكاشة من النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يدعو الله أن يجعله منهم، أي: من هؤلاء الذين تقدم وصفهم وأجرهم، فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( أنت منهم ) )وهنا خبر من النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأنه منهم، والخبر ليس دعاء، ولكن في رواية البخاري قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( اللهم اجعله منهم ) )فيكون قد طابق جوابُ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سؤالَ عكاشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، فسأل الله -عز وجل- أن يكون منهم، ثم أخبر -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه منهم، فتكون هاذه الرواية قد طوت السؤال وأتت بالخبر أو بالنتيجة، وهو أن عكاشة بن محصن -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- من هؤلاء الذين تقدم وصفهم وأجرهم. (ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. فقال له النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:(( سبقك بها عكاشة ) )). وهاذا رد حسن منه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على سؤال هاذا الرجل، فإنه لم يقل: لست منهم، ولم يجبه إلى ما سأله، وإنما تخلص بجواب حسن فقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( سبقك بها عكاشة ) ). فإذا سبقه بها فلا مجال إلى تحصيله إياها؛ لأن السبق هو التقدم إلى الشيء قبل الغير، هاذا هو السبق، فلما تقدم عكاشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- إلى هاذا الفضل سبق غيره.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام