الصفحة 71 من 952

ثم قال: (( وعلى ربهم يتوكلون ) )اختلف العلماء في هاذا الوصف الأخير: هل هو وصف يعود على الأوصاف السابقة، فيكون من باب عطف العام على الخاص؛ لأن الأوصاف السابقة تدور على التوكل؟ أو هو وصف جديد زائد على ما ذكر؟ قولان لأهل العلم، والظاهر أنه وصف جديد؛ لأنه إذا دار الكلام بين أن يكون تأسيسًا أو تأكيدًا فالأصل التأسيس، ونقول: إن التوكل أعم من الصور المذكورة، فإن قوله: (( لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون ) )هاذه من صور التوكل، ولكن التوكل أوسع من هاذا، فالتوكل صدق الاعتماد على الله في جلب المحاب ودفع المضار، وهاذا هو الوصف الرابع الذي أوجب لهؤلاء هاذا الوصف العظيم، الأوصاف ما هي؟ (( لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون ) ). وانظر إلى قوله: (( على ربهم يتوكلون ) )قدم ما حقه التأخير لإفادة الحصر في التوكل، وأنه على الله وحده -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام