الصفحة 70 من 952

إذًا قوله: (( لا يسترقون ) )ما معنى (( لا يسترقون ) )؟ لا يطلبون الدعاء بالرقية من غيرهم، وهاذا أوضح الأجوبة، وهو الذي يتسق مع هاذه الأوصاف المذكورة في الحديث.

وأما رواية (( لا يرقون ) )التي انفرد بها مسلم فهي رواية ضعيفة شاذة دلت الأحاديث على عدم صحتها.

ثم قال: (( ولا يكتوون ) )هاذا الوصف الثاني. (( لا يكتوون ) )أي: لا يستعملون الكي، سواء بفعل منهم أو بفعل من غيرهم، بطلب أو بغير طلب، وذلك أن الكي فيه إيلام. والكي قد ورد الإذن به، وهو من أسباب العلاج كما جاء ذلك في قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( إن يكن الشفاء في شيء ففي شربة عسل، أو شرطة محجم، أو كية بنار، وأنا لا أكتوي ) )فأخبر أنه من طرق العلاج، إلا أنه امتنع منه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وذلك لما فيه من الإيلام، وأن ثمرة هاذا الكي غير معلومة؛ لأنه لا يعلم حصول الشفاء بالكي، وما كان من الأدوية على هاذا النحو فتمام التوكل أن يُترك كما سيأتينا.

إذاً فهمنا من قوله: (( ولا يكتوون ) )أن فيه إيلاماً مع عدم التحقق من حصول المقصود.

ثم قال: (( ولا يتطيرون ) )التطير سيأتينا باب خاص به، وهو التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام