الصفحة 716 من 952

من العلماء من يقول: هاذا قسم، وهو جائز؛ لمجيئه عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعن بعض الصحابة، وأما الذي في القرآن {لَعَمْرُكَ} [1] فهاذا لا يُستدل به؛ لأن الله أقسم بمن شاء من خلقه، كقوله: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (01) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} [2] ، وقوله: {وَالضُّحَى (01) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [3] وما إلى ذلك من الإقسامات التي أقسم الله -جل وعلا- فيها بخلقه، لكن جاء عن الصحابة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-، عن ابن عباس وعائشة، وغيرهما هاذا القَسَم فقالوا: إنه من الأقسام، وهو مستثنى من الحلف بغير الله.

والصحيح: أنه ليس قَسَمًا، إنما هو كلام جرى على لسان العرب يجري مجرى القسم، وليس قسمًا؛ لأنه خالٍ من أي شيء؟ خالٍ من حروف القسم، فاللام ليست من حروف القسم، إذًا: يجوز أن يقول الرجل لصاحبه: لعَمْرُك، هل هو قسم؟ الجواب: لا، إنما هو في معنى القسم، وليس قسمًا، في معنى القَسَم، يعني: تفيد القَسَم، لعَمْري: قَسَم، كلمة يراد بها تأكيد الكلام إثباتًا أو نفيًا، أو حثّاً أو منعًا.

(1) سورة: الحجر، الآية (72) .

(2) سورة: الشمس، الآية (1 - 2) .

(3) سورة: الضحى، الآية (1 - 2) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام