القسم الثاني: أن تذكر السبب مع الغفلة عن المسبب، فتقول: لولا اجتهادي وحرصي وبذلي في طلب العلم ما حصلته، مع غَفْلَتك عن أن الله -سبحانه وتعالى- هو الميسر للعلم، فلو لم ييسره ما تيسر، هاذا ما حكمه؟ شرك أصغر.
القسم الثالث: أن تذكر ذلك على وجه ذكر السبب مع اعتقاد أن الله هو مُقدر الأشياء ومُسببها، وأنه لولا الله لما كان الشيء، لكن هاذا هو السبب، فهاذا حكمه الجواز على الصحيح، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يذكر السبب مستقلاًّ.
بسم الله الرحمان الرحيم
[المتن]
باب قول الله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُوا لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [1]
قال ابن عباس في الآية: الأنداد: هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله، وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول: لولا كليبة هاذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلاناً هاذا كله به شرك. رواه ابن أبي حاتم.
وعن عمر بن الخطاب -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) ). رواه الترمذي وحسنه، وصححه الحاكم.
وقال ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقاً.
وعن حذيفة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان ) ). رواه أبو داود بسند صحيح.
وجاء عن إبراهيم النخعي، أنه يكره: أعوذ بالله وبك، ويُجَوِّز أن يقول: بالله ثم بك. قال: ويقول: لولا الله ثم فلان، ولا تقولوا: لولا الله وفلان.
[الشرح]
(1) سورة: البقرة، الآية (22) .