سؤال: هاذا يقول: شيخ لم نفهم التفريع السابق، نرجو حصر المسائل مع التمثيل لكل فرع؟
الجواب: ذكر السبب ينقسم إلى قسمين:
إما أن يذكر مع الله، وإما أن يذكر مستقلاًّ منفردًا.
مع الله تقول: لولا الله ثم كذا، تذكر السبب .. واضح، هنا ذكرت الله -جل وعلا- منفردًا أو معه شيء آخر؟ معه شيء آخر، فمثلاً: الإنسان يقول: لولا الله ثم اجتهادي في الدراسة ما نجحت، لولا الله ثم حرصي على حضور الحِلَق ما تعلمت، لولا الله ثم صبري على تحصيل العلم ما حصلتُه، هاذا كله ما هو؟ ذكر لله عز وجل، ومعه غيره، ذكر لله ومعه غيره.
الآن ما حكم هاذا القسم؟ حكم هاذا القسم أنك إذا ذكرت الله، وذكرت معه غيره فلا يخلو من أن تذكر ذلك بـ (ثم) وهاذا ما حكمه؟ جائز، تقول: لولا الله ثم صبري على تحصيل العلم ما حصلته، هاذا صحيح أم غير صحيح؟ صحيح.
أن تذكره مستعملاً الواو، تقول: لولا الله وصبري على تحصيل العلم ما حصلته، هاذا ما حكمه؟ هاذا لا يجوز، شرك؛ لأنه تسوية الله -جل وعلا- مع غيره، والواو تفيد التسوية، ولا يجوز ذكر الله مع غيره؛ لأن الله -جل وعلا- فوق كل شيء ذكرًا ومقامًا.
الثالث: أن تذكر الله -جل وعلا- مع غيره مستعملاً الفاء، تقول: لولا الله فصبري على تحصيل العلم ما حصلتُه، هاذا يحتمل وجهين:
الوجه الأول: الجواز؛ لأن الفاء تفيد الترتيب.
والوجه الثاني: المنع؛ لأنه لا يفيد ما تفيده (ثم) من التعقيب والتراخي، والرّاجح المنع.
القسم الثاني: أن يُذكَر السبب على وجه الانفراد، مثاله: لولا صبري على تحصيل العلم ما حصلته، هاذا إما أن يذكر السبب مع اعتقاد أنه الموجد الذي عنه صَدَرَ الشيء، وحصل به الشيء استقلالاً، فهاذا حكمه كفر أكبر؛ لأنك تعتقد أن غير الله يوجد ويخلق، وغير الله لا يوجد ولا يخلق، هاذا القسم الأول.