الصفحة 704 من 952

الحال الأولى: أن يكون السبب منفردًا مع اعتقاد أنه مُوجِد، فهاذا ما حكمه؟ كفر ما درجته؟ أكبر؛ لأنه شرك في الربوبية، حيث اعتقد القائل أن غير الله يخلق كخلق الله، وهاذا كفر أكبر.

الحال الثانية: أن يذكره على وجه السبب مع الغفلة عن المسبب، عن الله، مع الغفلة عن الله جل وعلا، هاذا حكمه؟ أصغر.

الحال الثالثة: أن يذكره على أنه سبب مع امتلاء قلبه بأن الله هو مقدر الأشياء، وأنه موجدها، وأنه لولا الله لما كان، فهاذا فيه قولان:

الجواز، والمنع، والصحيح أنه جائز.

[المتن]

فيه مسائل:

الأولى: تفسير معرفة النعمة وإنكارها.

[الشرح]

إنكارها يكون بإضافتها إلى غير الله -عز وجل- استقلالاً، وبتسوية غير الله معه فيها، هاذا كله من إنكار نعمة الله عز وجل.

[المتن]

الثانية: معرفة أن هاذا جارٍ على ألسنة كثير.

[الشرح]

وهاذا مأخوذ من قوله: (ونحو ذلك مما هو جارٍ على ألسنة كثير) . فالواجب الاحتياط، إذا كان هاذا يجري على الألسنة كثيراً فالواجب أن يحتاط منه الإنسان؛ حتى لا يقع في لفظه ما يوهم سوء قصده.

[المتن]

الثالثة: تسمية هاذا الكلام إنكاراً للنعمة.

[الشرح]

وذلك أنهم أضافوا النعمة إلى غير الله حيث قالوا: (لولا فلان لم يكن كذا وكذا) ، و: (هاذا مالي ورثته عن آبائي) ، وما أشبه ذلك من الكلام الذي فيه إضافة النعمة إلى غير الله.

[المتن]

الرابعة: اجتماع الضّدين في القلب.

[الشرح]

حيث إن هؤلاء اعترفوا بنعمة الله -عز وجل- وعرفوها ثم أنكروها، وهاذان ضدان لا يجتمعان، هاذان ضدان الواجب ألا يجتمعا؛ لأن مقتضى الاعتراف بالنعَم لله عز وجل، وأنها منه أن يَعقُب ذلك تعظيمه، وعبادته وحده لا شريك له، فلمّا وقع خلاف ذلك دلّ ذلك على اجتماع الضدين في القلب، فهاذه الفائدة مستفادة من قوله: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا} فهاذان ضدان: المعرفة والإنكار.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام