الثاني: أن يضيفه إلى غيره على وجه التّشريك، يقول: مطرنا بفضل الله، وبالنوء الفلاني، فهنا ذَكَرَ الله جل وعلا، وذكر معه غيره وهاذا شرك؛ لأنه ذكر معه غيره بما يفيد التسوية، وهو"الواو"التي تفيد التسوية، ولو أنه قال: مطرنا بفضل الله، ثم باستسقائنا لكان صحيحًا؛ لأن الاستسقاء سبب لنزول المطر، أما بفضل الله ثم بالنوء الفلاني، فالنوء ليس سببًا للمطر، فلا يصح إضافته لا على وجه الاستقلال، ولا على وجه التَّبَع.
(قال بعض السلف: هو كقولهم: كانت الريح طيبة والملاح حاذقًا) يعني: في سبب النجاة من مهالك البحار، كانت الريح طيبة والملاح حاذقًا فنجونا، ونحو ذلك مما هو جارٍ على ألسنة الناس.
وخلاصة هاذا أن ذكر السّبب ينقسم إلى قسمين:
-أن يذكر مع الله.
-وأن يذكر دونه.
إن ذُكر مع الله: فهنا لا يجوز عطف غير الله عليه إلا بـ"ثم"التي تفيد التراخي والترتيب، فلا يجوز أن تقول: لولا الله وفلان ما حصل كذا، بل لا بد أن تقول: لولا الله ثم فلان؛ لأنك إذا قلت: لولا الله وفلان فإنك سويت مع الله غيره، والله -جل وعلا- لا شريك له.
إذا قال: لولا الله ثم فلان صحيح.
عندنا حال ثالثة في هاذا القسم وهي: أن يأتي في العطف بالفاء: لولا الله ففلان: هاذه فيها وجهان، تحتمل الجواز وتحتمل التحريم:
تحتمل الجواز لكونها تفيد الترتيب؛ لأن لولا الله ففلان، ليست لولا الله وفلان، واضح أم لا يا إخوان؟
لكنها لا تفيد التراخي كما تفيده (ثم) ، ولذلك قال بعض العلماء: هي في المنع كالواو، والاحتياط أن يقال بالمنع، ولا يستعمل في هاذا إلا (ثم) ؛ لأنها تفيد الترتيب والتأخُّر بلا منازعة، وتفيد الانفراد في حقّ الله -عز وجل- بالتقدم بلا منازعة. أما إذا ذُكر السّبب منفردًا فهنا له أحوال ثلاث: