الصفحة 702 من 952

(وقال أبو العباس بعد حديث) أبو العباس من؟ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول رحمه الله:

(بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه(( أن الله تعالى قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ) )الحديث، وقد تقدم) أي ذكره في الأبواب السابقة، (وهاذا) المشار إليه إضافة النعَم إلى غير الله (كثير في الكتاب والسنة، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره) . فالإشارة إلى ذم إضافة نعمة الله إلى غيره، كما في حديث زيد بن خالد الجهني، فإن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لأصحابه بعد صلاة الصبح على إثر سماء: (( قال الله تعالى: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي ) )يعني بالله عز وجل (( كافر بالكوكب، وأما من قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) )فمن أضاف النعمة إلى غير الله فهو كافر، وهو إما أن يكون كفرًا أكبر، وإما أن يكون أصغر على التّفصيل السابق، فإن كانت إضافة إيجاد وخلق يكون الكفر أكبر، وإن كانت إضافة سبب على وجه الاستقلال فهو كفر أصغر.

ثم قال: (وهاذا كثير في الكتاب والسنة، يذم -سبحانه- من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به.)

يعني: إما إضافة استقلال، أو يذكر غيره معه على وجه التشريك.

(يضيف إنعامه إلى غيره) يقول: هاذا ببركة فلان، هاذا من النجم الفلاني، هاذا المطر بسبب الوسم الفلاني، أو الفصل الفلاني، هاذا من أي أنواع الشرك؟ هاذا من الشرك الأكبر أو الأصغر؟ احتمال أكبر أو أصغر، لكن من أي أنواع المذموم؟ إضافة إنعام الله إلى غيره على وجه الاستقلال.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام