الصفحة 661 من 952

والمقصود أن الإمام أحمد يُنكر على الذين يعارضون قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- -مع التمكن من معرفته- بقول أحد من الناس، ثم يقول في بيان خطورة هاذا الأمر: والله -تعالى- يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [1] وهاذا جزء من قول الله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} . وأول الآية قول الله تعالى: {لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً} ثم قال: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ... } الآية، فالله -جل وعلا- حذر في هاذه الآية عن مخالفة أمره سبحانه وتعالى.

والحذر: هو الخوف من وقوع مُهلك أو من ملاقاة مُخيف، فالحذر أخص من الخوف، إذ إنه خوف من وقوع مهلك، وفيه الانتباه والتوقع لوقوع المُهلك، بخلاف الخوف.

(1) سورة: النور، الآية (63) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام