نقرأ في كلام المؤلف -رحمه الله -ويقول: (وقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} .)
هاذه الآية أتى بها المؤلف -رحمه الله- في أول الباب لبيان المطلوب من الخلق.
قال الله - جل وعلا - آمرًا رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بقوله: {قُلْ} فأمره بتبليغ هاذا خاصة، ومعلوم أن الله - جل وعلا - أمر رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالبلاغ العام لكل ما أوحي إليه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} ، وهاذا يشمل كل ما أنزله الله على رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثم جاء الأمر ببلاغ أمور خاصة، وهاذه الأمر ببلاغها وإظهار الأمر بإبلاغها لعظم شأنها وأثرها، من ذلك هاذه الآية: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} . {إِنَّمَا} هاذه أداة حصر، {أَنَا} يعني: محمداً -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- المتكلم بالقرآن تبليغًا من رب العالمين.