الصفحة 607 من 952

ثم قال: (وقال النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:(( إن عِظم الجزاء مع عِظم البلاء ) )). (( عِظم الجزاء ) )أي: كثرته، والكثرة هنا في الكمية والكيفية، ليست فقط في الكمية، إن عظم الجزاء أي: كثرة الجزاء كمية وكيفية مع عظم البلاء كمية وكيفية، ويقرأ: (( إن عُظْم الجزاء مع عُظْم البلاء ) )بضم الأول وتسكين الثاني.

ثم قال: (( وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم ) )والابتلاء هنا يشمل المؤاخذة بالسيئات التي تقدمت منهم في الدنيا، ويشمل الابتلاء المبتدأ الذي لا فعل للإنسان فيه، معنى هاذا يشمل مؤاخذته على ذنبه، ويشمل ما يجريه الله -عز وجل- عليه من الابتلاء الذي يحصل به اختباره وامتحانه، ولو لم يكن منه فعل، ولو لم يكن منه تسبب، فإنه يدخل في قوله: (( إذا أحب قوماً ابتلاهم ) )وأما الحديث السابق فإنه فقط فيما يتعلق بماذا؟ بالبلايا التي هي ناتجة عن المعاصي، عن فعل الإنسان.

البلايا التي تصيب الإنسان، وتنزل به دون فعلٍ منه ولا كسب، هل تكفر بها الخطايا؟

الجواب: نعم.

هل ترفع بها الدرجات؟

الجواب: نعم، ترفع بها الدرجات.

أما ما كان مترتبًا على فعل الإنسان فإنه لا ترفع به الدرجات، فقط تكفر به الخطايا، وهاذا الفرق بين النوعين.

يقول: (( فمن رضي فله الرضا ) ).

(( له الرضا ) ). اللام هنا للاستحقاق، أي: إنه استحق الرضا من الله -عز وجل-.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام