الصفحة 56 من 952

(رواه ابن حبان، والحاكم وصححه.

وللترمذي وحسنه عن أنس قال: سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: (( قال الله تعالى. ) ))

هاذا الحديث حديث إلاهي، حديث قدسي يرويه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن ربه جل وعلا، والحديث الإلهي هو ما رواه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الله -عز وجل- معنىً ولفظًا، هاذا هو الأصل، ومن قال: إنه ما رواه النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن ربه معنىً دون لفظه يحتاج إلى دليل؛ لأن الأصل في قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( قال الله ) )الأصل أن يكون القول باللفظ والمعنى، وهاذا هو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهو الموافق لظاهر اللفظ.

قال الله تعالى: (( يا ابن آدم ) )خطاب لجنس الإنسان وهم بنو آدم (( لو أتيتي بقُراب الأرض خطايا ) )ويصح: بقِراب، والمقصود ما يقارب ملء الأرض، خطايا جمع خطيئة، وهي ترك الواجب أو فعل المحرم. (( ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً ) )يعني لا شركاً أصغر ولا أكبر (( لأتيتك ) )هاذا جواب الشرط (( لأتيتك بقرابها ) )أي: بملئها (( مغفرة ) ). وهاذا بيان عظيم فضل التوحيد: فهاذا رجل يأتي بقراب الأرض خطايا أو ما يقارب ملء الأرض خطايا، لكنه يأتي موحّدًا لم يقع في شيء من الشرك دقيقه وجليله صغيره وكبيره، فهو موعود بهاذا الفضل: (( لأتيتك بقرابها مغفرة ) )أي: تتلاشى معها تلك الخطايا والذنوب، هاذا معنى قوله: (( لأتيتك بقرابها مغفرة ) )أي تمحو تلك الخطايا والذنوب. ولكن لا بد من تقييدٍ هنا: أن الخطايا الأصل فيها أن تكون في حق الله، أما ما كان في حق المخلوق كما تقدم فقد يتحمله الله عن العبد وقد يؤاخذ به، فالكلام في الخطايا التي في حقه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، والحديث ظاهر المناسبة بالنسبة لما ساقه المؤلف من أجله في هاذا الباب.

[المتن]

فيه مسائل:

الأولى: سعة فضل الله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام