الصفحة 554 من 952

وكذلك في قوله: {لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} [1] معناها: للذين لا يخافون أيَّام الله، ووقائع الله في الأمم، وجاء الرجاء في مكان الخوف لأنَّ الخوف ملازمٌ للرجاء، فإنَّ الخائف إذا لم يكن معه رجاء كان قنوطًا، كما أنَّ الراجي إذا لم يكن معه خوف كان أمنًا من مكر الله؛ فلا سلامة للراجي من الأمن إلا بالخوف، ولا سلامة للخائف من القنوط إلا بالرجاء، ولذلك الرجاء الشرعي مقارنٌ وملازمٌ للخوف، فكل راجٍ رجاءً شرعيّاً خائف، وكل خائفٍ خوفًا شرعيّاً فهو راجٍ.

يقول رحمه الله: (باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [2] .)

(1) سورة: الجاثية، الآية (14) .

(2) سورة: آل عمران، الآية (175) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام