الصفحة 544 من 952

ذكر بعض العلماء: وزيادة على هاذا محبة قلبية، معنى محبة قلبية أي: محبة يتذكّر فيها الإنسان إحسان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليه وعظم نفع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إيّاه، فإن هاذا يورث في القلب محبة قلبية، ومحبة انجذاب لشخصه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، زيادة على محبة التعظيم، زيادة على محبة الانقياد لأمره، والترك لما نهى عنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والانتصار لشريعته، محبة له في شخصه، وكيف لا؟! ولم يكن يصل المؤمن من خير إلا من طريق النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بل كل خير في الدنيا والآخرة يصل إليك فسبيله ووسيلته وطريقه هو رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ-، فهو الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، هو الذي تحصل لنا به سعادة الدنيا والآخرة، لكن بأي شيء؟ هل بدعائه واستغاثته وسؤاله والتوجّه إليه؟ لا، إنما هو باتباع شرعه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وتعظيم ما جاء به عن ربه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، ولذلك لا غرابة أن تكون منزلة محبة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على هاذه الدرجة (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) ).

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام