ثم قال: (وعن أبي سعيد الخدري -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:(( قال موسى: يارب علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به؟ ) ).) هاذا فيه خبر النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن موسى -عليه السلام- أنه قال: (( يا رب ) ). يدعو الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- (( علمني شيئًا أذكرك وأدعوك به؟ ) ). أذكرك وأدعوك هاذا عطف، فهل العطف هنا للمغايرة؟ الأصل في العطف أنه للمغايرة، لكن هنا عطف في الحقيقة ليس مغايرًا بل هو عطف خاص على عام، الذكر عام والدعاء من الذكر الخاص، فالذكر يشمل التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد ويشمل حتى الصلاة -يعني: الأفعال- ويشمل الدعاء ويشمل قراءة القرآن ويشمل تعليم العلم، كل هاذا يدخل في ذكر الله، وتعلم العلم كله من ذكر الله، لكن قوله: (( وأدعوك به ) )هاذا ذكر، شيء خاص من الذكر، فهو من باب عطف الخاص على العام. (( وأدعوك به ) )الباء هنا للتوسل، يعني: من خلاله أو بسببه وعن طريقه.