الصفحة 52 من 952

وهاذا الحديث صريح في اشتراط عمل القلب في قوله: (( يبتغي بذلك وجه الله ) ). والابتغاء والقصد عمل من أعمال القلوب، والحديث فيه إثبات الوجه لله تعالى حيث أضاف الوجه إليه، وأوَّله بعضهم فقال: يبتغي بذلك جهة الله, وهاذا خلافُ ظاهرِ اللفظ، فظاهرُ اللفظ إثبات الوجه لله عز وجل، وهو صفة لائقة به -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- دل عليها الكتاب والسنة: السنة في هاذا الحديث، والكتاب في مثل قوله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (27) } [1] . هنا ما يمكن يقولون: إن الوصف يعود إلى الرب؛ لأن {ذُو} عائد إلى الوجه. المهم أن إثبات الوجه لله -عز وجل- ثابت بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة.

وسبب سياق هاذا الحديث في هاذا الباب فضل التوحيد، فإن من قال: (لا إلاه إلا الله) حرمه الله على النار.

وانظر حسن تصنيف المؤلف: فالحديث الأول ذكر أن قول: (لا إلاه إلا الله) سبب لدخول الجنة، وفي الثاني أن قول: (لا إلاه إلا الله) سبب للتحريم على النار، وكلاهما فضل من رب العالمين. والتحريم هو المنع، والأصل فيه المنع الكلي فإن من حقق هاذا فإنه يمنع منعًا كليّاً من النار، وهاذا يبين فضيلة التوحيد وأنه سبب للنجاة من النار.

(1) سورة: الرحمان، الآية (26 - 27) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام