قالوا: إن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أمرهم بتركها، لا إثباتاً للشؤم، إنما لكونها تفضي إلى اعتقاد خلاف ما أخبر به النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من إثبات الطيرة التي نفاها.
وعلى كل حال فهاذه الأجوبة لو تأملها الإنسان لا يجد أن النفس تطمئن اطمئناناً تامّاً لها؛ لأن كلاًّ منها عليه مؤاخذة، ولذلك ابن القيم -رحمه الله- في مفتاح دار السعادة لما ذكر هاذه الأجوبة وغيرها من الأجوبة التي قالها العلماء في الجمع بين هاذه الأحاديث، قال: ما قدمنا به أولاً من أنه يجب اعتقاد أن ما نفاه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غير ما أثبته، ثم اطلب حل هاذا من أي طريق، وكأنه يقول: إن هاذه الأجوبة ما انشرح لها الصدر واطلب حلها من أي طريق، معتقداً أنّ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يقول كلاماً متناقضاً.
[المتن]
فيه مسائل:
الأولى: التنبيه على قوله: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} [1] ، مع قوله: {طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} [2] .
[الشرح]
هاذا واضح، المضاف إلى الخالق بمعنى الجزاء والمضاف إلى المخلوق بمعنى العمل.
[المتن]
الثانية: نفي العدوى.
[الشرح]
وتقدم هاذا وتفصيله.
[المتن]
الثالثة: نفي الطيرة.
[الشرح]
مثله.
[المتن]
الرابعة: نفي الهامة.
الخامسة: نفي الصفر.
السادسة: أن الفأل ليس من ذلك بل مستحب.
[الشرح]
وجه استحبابه أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: (( وأحسنها الفأل ) )وقال أيضًا في الحديث الآخر: (( يعجبني الفأل ) ).
[المتن]
السابعة: تفسير الفأل.
[الشرح]
بماذا فسره رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ بالكلمة الطيبة.
[المتن]
الثامنة: أن الواقع في القلوب من ذلك مع كراهته لا يضر، بل يذهبه الله بالتوكل.
[الشرح]
(1) سورة: الأعراف، الآية (131) .
(2) سورة: يس، الآية (19) .