الصفحة 50 من 952

لكن نقول: إنّ هاذه الأمور المذكورة هي سبب دخول الجنة، فإن وجد مانع لدخول الجنة غير ما وجد فإنه يمنع، ولا تعارض بين تلك الأحاديث التي تفيد الموانع وبين هاذا الحديث الذي يفيد سبب دخول الجنة أو شروط دخول الجنة؛ لأن الحكم في الدنيا وفي الآخرة لا بد فيه من توافر الشروط وانتفاء الموانع: لا بد فيه من توافر الشروط يعني وجودها، لا بد من وجود الشروط وانتفاء الموانع حتى يثبت الحكم، والشاهد من هاذا الحديث لهاذا الباب قوله: (( أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) )بعد ذكره أصول الاعتقاد والتوحيد.

وهاذا الحديث يفيدنا فائدة مهمة: أنه لا يكفي في حصول الوعد بدخول الجنة قول: لا إلاه إلا الله، بل لا بد أن يضيف إلى ذلك ما دلت النصوص على اشتراطه لدخول الجنة، وقد أحسن المؤلف - رحمه الله وغفر له- حيث بدأ في ذكر الأحاديث التي فيها أن من قال: لا إلاه إلا الله دخل الجنة بهاذا الحديث؛ لأنّ هاذا الحديث لم يقتصر فقط على قول: (لا إلاه إلا الله) بل أضاف إلى ذلك أمورًا أخرى، فدل ذلك على أن الأحاديث المطلقة التي فيها (( من قال: لا إلاه إلا الله دخل الجنة ) )يضاف لها ما جاء في النصوص الأخرى حتى يحصل الإيمان التام بما أخبر به رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أما من أعمل بعض النصوص دون بعض فإنه يخشى أن يكون ممن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض.

ثم قال رحمه الله: (أخرجاه) أي: البخاري ومسلم.

قال: (ولهما) أي البخاري ومسلم (في حديث عتبان) أي ابن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: (( فإن الله حرم على النار من قال: لا إلاه إلا الله يبتغي بذلك وجه الله. ) )الحديث.

(( حرم ) )أي: منع وحظر على النار. (( من قال: لا إلاه إلا الله ) ). (( مَنْ ) )هنا موصولة بمعنى الذي. (( قال: لا إلاه إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ) ). أي: يريد ويطلب ويقصد بهاذا القول وجه الله تعالى.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام