الصفحة 5 من 952

وأيضًا مما يقال في هاذا أنه مؤخر تبركًا بالبداءة باسم الله عز وجل. يكفي هاذا فيما يتعلق بالبسملة، الكتب التي تكلمت عن البسملة كثيرة، وكتب التفسير مليئة وكتب أهل العلم مليئة بالحديث عن هاذه الجملة، وما ذكرناه هو زبدة وخلاصة يستحضرها طالب العلم عند قراءته للبسملة: أنها جملة مفيدة إما فعلية أو اسمية، تتعلق بفعل مقدر مؤخر مناسب، هاذا أبرز ما تستحضره في البسملة، ثم معاني ما تضمنته من الأسماء: اسم الله، واسم الرحمان، واسم الرحيم، هاذه تأتي -إن شاء الله تعالى- في ثنايا كلامنا على هاذا الكتاب المبارك.

وهنا ابتدأ الشيخ - رحمه الله - ببيان موضوع الكتاب بعد ذكر البسملة فقال: (كتاب التوحيد.)

و (كتاب) على وزن فِعَال بمعنى مفعول أي مكتوب، فالكتاب هنا بمعنى مكتوب، والأصل في الكتاب هو الجمع، فالمؤلف أراد أن يبين أن هاذا الكتاب قد جمع ما يتعلق بالتوحيد، والتوحيد المشار إليه هنا هو توحيد الإلهية بالدرجة الأولى، وكذلك توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، فإن المؤلف - رحمه الله - قد تطرّق في هاذا الكتاب إلى جميع أنواع التوحيد، فلم يَقْصُره على توحيد الإلهية فقط، بل تكلم عن توحيد الأسماء والصفات وتكلّم عن توحيد الربوبية، وإنما غالب الكتاب في تقرير توحيد الإلهية.

واعلم - بارك الله فيك -أن التوحيد مصدر مأخوذ من وحَّد، وهاذا الأصل - وَحَّد - معناه أفرد، فالتّوحيد هو الإفراد أو التفريد، هاذا معنى التوحيد في اللغة.

أما في الاصطلاح فأجمع ما قيل في تعريف التوحيد: هو إفراد الله بما يستحقه في الإلهية وفي الربوبية وفي الأسماء والصفات، هاذا أجمع تعريف ينتظم أنواع التوحيد.

ومن هاذا نعرف أن للتوحيد أقسامًا ثلاثة وهي: توحيد الإلهية أو الألوهية -يصح هاذا وهاذا-، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام