الصفحة 6 من 952

وأما توحيد الإلهية فتعريفه المختصر المفيد: توحيد العبادة، فهو إفراد الله بالعبادة: أن لا تعبد مع الله غيره. ويفصل بعض أهل العلم في التوحيد فيقولون: هو إفراد الله -عز وجل- بالعبادة، بأن لا تصرف نوعًا من أنواع العبادة إلى غيره. لكن هاذا تطويل في التعريف؛ لأننا إذا قلنا: إفراد، يعني ألا تصرف؛ لأن الإفراد مقتضاه منع الشركة، فالتوحيد هو إفراد الله بالعبادة.

ومن التعاريف التي اشتهرت: إفراد الله بأفعال العباد. لكن يرد على هاذا التعريف إشكال، وهو أن أفعال العباد ليست كلها عبادات، منها ما هو أفعال عبادية، ومنها ما هو أفعال عادية كالمعاملات وما يجري في حياة الناس من عادات، لذلك فإن أدقّ تعريف التوحيد هو إفراد الله بالعبادة، وهاذا هو موضوع الكتاب في الأصل.

أما النوع الثاني من أنواع التوحيد فهو توحيد الربوبية، وهاذا النوع تعريفه هو: إفراد الله عز وجل بالخلق والملك والتدبير والرّزق، وعرَّفه شيخ الإسلام ببعض هاذا فقال: توحيد الربوبية هو أن تعتقد أن الله هو خالق كل شيء ومليكه. ولكن التعريف الذي يجمع توحيد الربوبية هو ما ذكرناه، وهو: إفراد الله بالخلق والملك والتدبير والرزق.

القسم الثالث: هو توحيد الأسماء والصفات، وتعريفه: هو إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الأسماء والصفات، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. من حقق هاذا التعريف فإنه قد حصَّل تكميل توحيد الأسماء والصفات.

هاذا التقسيم هو المشهور للتوحيد عند أهل العلم.

هناك تقسيم آخر ذكره ابن القيم - رحمه الله - وجاء ذكره أيضًا في كلام شيخ الإسلام - رحمه الله - فقسم التوحيد إلى قسمين: توحيد الإثبات والمعرفة، وتوحيد القصد والإرادة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام