وهناك مسالك عديدة ذكروا ستة أو سبعة مسالك مجموع ما ذكر في الجمع، لكن ما نريد أن نطيل المقام بذكر ذلك، يراجع في كتب الأحاديث.
ثم قال: (( ولا طيرة ) )هاذا أيضًا نفي للطيرة، نفى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الطيرة، والمنفي هنا هو التّشاؤم ويتضمن النهي، والتطير المنفي هو التشاؤم بمسموع أو مرئي، فنفى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- التشاؤم ولا إشكال فيه.
يبقى الجواب على الأحاديث التي ظاهرها إثبات الشؤم نجعله في آخر البحث، وهو كقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( الشؤم في ثلاثة ) )وما أشبه من ذلك من الأحاديث التي ظاهرها ثبوت الشؤم وعدم عموم قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( لا طيرة ) ).
قوله: (( ولا هامة ) )الهامة هي إما أن تكون الطائر وهو البومة حيث كانوا يتشاءمون بها إذا نزلت في مكان، وإما أن يكون ما كان يعتقده الجاهليون من أن المقتول إذا قتل خرجت روحه وتشكلت بصورة هامة تطلب الثأر، فنفى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هاذين المعنيين.
قوله: (( ولا صفر ) )ورد في معنى صفر معنيان، المعنى الأول: لا صفر أي لا صفر الذي كان يفعله أهل الجاهلية من تقديم شهر صفر الذي أشار إليه قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [1] .حيث كانوا يؤخرون المحرم ويقدمون صفر حتى يتمكنوا من البغي والعدوان.
والمعنى الثاني الذي ذكروه: أنه دابة حية أو مرض يصيب بطن الإنسان يسمى صفر.
(1) سورة: التوبة، الآية (37) .