الصفحة 485 من 952

ذكر المؤلف -رحمه الله- في باب الطيرة آيتين وأحاديث، أما الآيتان فقال المؤلف -رحمه الله-: وقول الله تعالى: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [1] . هاذه الآية ذكرها الله عز وجل في قصة موسى مع قومه حيث قال - جل وعلا-: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هاذه} هاذا قول قوم فرعون {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ} والحسنة المراد بها النعمة في المال والأهل والرزق وغير ذلك، فالحسنة المراد بها النعمة في كل شيء {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هاذه وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} والسيئة هنا المصيبة {يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ} فماذا كان الجواب على هاذا الفعل من رب العالمين؟ قال: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} . فأنكر الله -جل وعلا- على هؤلاء تطيرهم بموسى ومن معه، أي تشاؤمهم بموسى ومن معه، فإنهم يتطيرون بموسى ومن معه في ما أصابهم ويقولون: ما أصابنا، يعني: ما أصابنا من البلايا والنقم والنوازل إلا بسبب وشؤم موسى ومن معه، فأجابهم القرآن فقال: {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} وأتى بهاذه العبارة التي استرعى فيها الانتباه أولاً حيث أتى بأداة التنبيه وهي {أَلا} ، ثم أتى بأداة الحصر في قوله: {إِنَّمَا} ، {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} {طَائِرُهُمْ} : أي شؤمهم {عِنْدَ اللَّهِ} أي من قِبل الله - جل وعلا -. هاذا أحد ما فسرت به هاذه الآية، فشؤمهم من قبل الله عز وجل، لكن الله -جل وعلا- لا يظلم الناس شيئاً: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً} [2] ، {وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ} [3] ،

(1) سورة: الأعراف، الآية (131) .

(2) سورة: يونس، الآية (44) .

(3) سورة: فصلت، الآية (6) ..

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام