وما لم يذكر في هاذا الحديث فإنه يدخل في مضامين هاذه الأمور، فإن الإيمان بالملائكة داخل في الإيمان بأن محمدًا رسول الله؛ لأن الرسول لا يكون رسولاً إلا ببلاغ من الملائكة الذين هم الواسطة بين الرّسل وبين الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-. المهم أن هاذه الأصول يرجع إليها ما لم يذكر من أصول الاعتقاد والدين، فمن أتى بهاذه الأصول ووفى بها وحقق الشرط الذي ذكره رسول الله فإنه موعود بقوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) ).
وقوله: (( على ما كان من العمل ) )أي: وإن قل. وقال بعض أهل العلم: وإن قبح. والمعنيان صحيحان: فإن قل عمله وأتى بأصول الدين فإنه يدخل الجنة، ومن قبح عمله بمخالفة الواجبات وارتكاب المنهيات فإنه يدخل الجنة في نهاية المطاف، فإن الله حرم على النار من قال: لا إلاه إلا الله، فالنار ليست دارًا للموحدين، بل أهل التوحيد سالمون منها ابتداءً أو بعد حين، لكن القرار لا يكون للموحدين في النار كما دلّت على ذلك النصوص الكثيرة، وسوف يأتي شيء منها فيما نستقبل، إذًا قوله: (( على ما كان من العمل ) )معناه: إن قل وإن قبح.