الصفحة 423 من 952

فقوله: (( وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان ) )هاذا فيه بيان منتهى اللّحوق، وأنه يلتحق حيّ من الأمة بالمشركين، وينتهي هاذا اللّحوق وهاذا الاتّباع من الأمة للمشركين حتى يحصل من بعض الأمة عبادة الأوثان، ولذلك قال: (( حتى تعبد فئام من أمّتي الأوثان ) ).

ثم قال: (( وإنه سيكون في أمتي كذّابون ثلاثون ) ). وهاذا خبر من النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيه بيان أنه ستبتلى الأمة بهاذا العدد من الكذابين، وليس المراد من يكذب كذباً سهلاً إنما المراد من يكذب كذباً عظيماً يحصل به شر كبير للناس، وإلا فالكذابون أكثر من هاذا العدد، لكن حصرهم بهاذا العدد هو للذين عظم كذبهم وشرهم وفسادهم في الأرض.

(( كلهم يزعم أنه نبي ) )يعني: هؤلاء الثلاثون يدّعون النبوة ويكون لهم شأن كما ذكرنا، وإلا فالمدعون عبر التاريخ بالنبوة أكثر من هاذا العدد.

ثم قال: (( وأنا خاتم النّبيين ) )هاذا فيه بيان كذبهم، وأنه لا نبي بعد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ-،كما قال الله جل وعلا: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [1] فهو خاتم النبيين -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا نبي بعده.

(1) سورة: الأحزاب، الآية (40) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام