الصفحة 422 من 952

يعني (( الأئمة المضلين ) )يشمل العلماء ويشمل من بيدهم السلطة وتصريف الأمور، يخاف رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الأمة الأئمة المضلين؛ لأنهم يحصل بضلالهم وإضلالهم شر كثير، ولم يقل فقط: الضالين بل المضلين، يعني الذين يسعون في إضلال الناس، وهاذا أمر زائد على الضلال، وإن كان الضلال قبيحًا لكن القبح يزداد والشر يتفاقم إذا كان هاذا الإمام داعيًا إلى الضلالة.

(( وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة ) )إذا وقع عليهم السيف بقتل بعضهم لبعض لم يرفع إلى يوم القيامة، أي لا يحصل ارتفاعه عن الأمة حتى يأتي يوم القيامة، وهاذا فيه أن الخلاف في الأمة باقٍ، وأنه لا يرتفع حتى تقوم القيامة.

يقول: (( ولا تقوم الساعة ) )هاذا الشاهد (( حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين ) )والحي يطلق على الجماعة الكبيرة من الناس، ويصدق هاذا على الجهات والقبائل، الجهات في الأماكن والقبائل في الأنساب، فكل هؤلاء يصدق عليهم حي، وقوله: (( حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين ) )وهاذا فيه -فيما يظهر- أنهم يلحقون وهم يظنون أنهم على الإسلام وينتسبون إليه، وذلك من قوله: (( من أمتي ) )حيث إنه لم يخرجهم من الأمة، وإنما لحقوا بالمشركين مع بقائهم وانتسابهم إلى الإسلام.

وهاذا ما يجري في كثير من بلاد المسلمين من الذين يطوفون على القبور ويدعون المقبورين ويستغيثون بهم ويذبحون لهم، هؤلاء لحقوا بالمشركين في الأفعال وإن كانوا ينتسبون إلى الإسلام.

(( وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان ) )وهاذا فيه تعميم، يعني ليس فقط الشرك الذي يقع في الأمة أو الشّر الذي يقع في الأمة بأن يلحق بعض هاذه الأمة أو أحياء من هاذه الأمة بالمشركين في أفعالهم التي هي دون الشرك الأكبر، بل حتى في الشرك الأكبر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام