الصفحة 390 من 952

عن أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (( لا تجعلوا بيوتكم قبورًا، ولا تجعلوا قبري عيدًا، وصلوا عليّ، فإنَّ صلاتكم تبلغني حيث كنتم ) )رواه أبو داود بإسناد حسن، ورواته ثقات.

وعن علي بن الحسين -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أنَّه رأى رجلاً يجيء إلى فُرجَة كانت عند قبر النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيدخل فيها فيدعو، فنهاه، وقال: ألا أحدِّثُكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ قال: (( لا تتخذوا قبري عيدًا، ولا بيوتكم قبورًا، وصلوا عليّ، فإن تسليمكم ليبلغني أينما كنتم ) ). رواه في المختارة.

[الشرح]

مناسبة هاذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة؛ فإنَّ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالغ في حماية جناب التوحيد، وجاهد في ذلك وبيَّن، وأقام الحُجَّة، حتى اتضح الأمر في قوله وفعله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

ومناسبة هاذا لكتاب التوحيد: أنه إذا كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد فعل ذلك فإنَّ من السنة في حق أتباعه أن يسلكوا مسلكه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في صيانة وحماية جناب التوحيد من أوضار الشرك ولوثاته، وأن يحتاطوا في ذلك، وأن يعتنوا بذلك عناية فائقة؛ لأن الشرك يبدو في أول الأمر على حال يسيرة، ثم ينمو ويكبر حتى يقع الناس في الشرك الأعظم والشرك الأكبر.

فينبغي الاحتياط، وينبغي سدُّ أبواب الشرك، والاجتهاد في ذلك قدرَ الطاقة والوسع. هاذه مناسبته لكتاب التوحيد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام